عباس شراقي: غياب التنسيق حول سد النهضة يهدد الأمن المائي الإقليمي ويعرض السودان ومصر لمخاطر جسيمة

أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن استمرار إثيوبيا في إدارة سد النهضة بشكل أحادي ودون تنسيق مع دول المصب يمثل تهديدًا خطيرًا للأمن المائي الإقليمي، محذرًا من تداعيات هذا النهج على استقرار مصر والسودان.

وقال شراقي، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج خط أحمر على قناة الحدث اليوم، إن فيضانات السودان الأخيرة كشفت بوضوح خطورة السياسات الأحادية لإثيوبيا، مشددًا على أنها تتحمل المسؤولية الكاملة عما وصفه بـ "الجريمة المائية".

وأوضح أن امتلاء بحيرة السد في موسم 2024 دون تشغيل فعال للتوربينات أدى إلى تراكم كميات ضخمة من المياه، لافتًا إلى أن قرار فتح أربع بوابات تصريف دفعة واحدة تسبب في تدفق يومي هائل بلغ 750 مليون متر مكعب، وهو ما فاق قدرة سد الروصيرص بالسودان، وأدى إلى فيضانات مدمرة وتهديدات لسلامة السد.

وأشار إلى أن خفض التصريف لاحقًا إلى 400 مليون متر مكعب ساهم في تقليل الأزمة، لكنه لم يلغِ المخاطر المستمرة، مؤكدًا أن هذه الإدارة غير المنسقة قد تؤدي إلى كوارث مائية مستقبلية.

وشدد أستاذ الجيولوجيا على أن الحل يكمن في التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم ينظم قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، بما يضمن حقوق دول المصب ويحميها من الأضرار.

وأضاف: "مصر والسودان ليستا ضد التنمية في إثيوبيا، لكن الاعتراض ينصب على الإدارة الأحادية التي تهدد الأمن المائي لدولتي المصب".

وأكد شراقي أن التعاون بين دول حوض النيل ضرورة لضمان الاستقرار الإقليمي، مشددًا على أن مصر ستواصل الدفاع عن حقوقها المائية، وأن تحقيق الأمن المائي يتطلب التزامًا بالقوانين الدولية وتعاونًا عادلاً يراعي مصالح جميع الأطراف.